المقابر الجماعیة

المقابر الجماعية

المقابر الجماعية من منظور تاريخي


المقبرة الجماعي هو قبر يحتوي على جثث بشرية متعددة، وقد يتطلب الأمر إجراء اختبار الحمض النووي للكشف عن الهوية، أو يمكن التعرف عليها من خلال الأقارب من خلال علامة على الجسم أو الملابس أي شيء مثل ساعة اليد. تعرف الأمم المتحدة المقبرة الجماعية الإجرامية على أنها موقع دفن يحتوي على ثلاث ضحايا أو أكثر. تنشأ المقابر الجماعية عادةً بعد موت أو قتل عدد كبير من الأشخاص، وهناك ميل إلى دفن الجثث بسرعة بسبب المخاوف الصحية. على الرغم من أن المقابر الجماعية يمكن استخدامها في النزاعات الكبرى مثل الحروب والجرائم والإبادة الجماعية، والتي هي محور نقاشنا.

على مر التاريخ، كانت المقابر الجماعية علامات قوية وحزينة على الأحداث الجرمية المأساوية والكارثية. تحتوي هذه القبور ليس فقط على جثث الضحايا، ولكن أيضًا على قصص فردية لأولئك الذين قُتلوا في الحروب، المجازر، الإبادة الجماعية، أو الكوارث الطبيعية والأوبئة مثل الطاعون في الماضي.

بشكل عام، على مر الزمن، مرت المقابر الجماعية بالمراحل التالية:

١. الحضارات القديمة: تعود أولى المقابر الجماعية إلى الحضارات القديمة. في العديد من المجتمعات القديمة، كان الدفن الجماعي نتيجة لدفن الملوك وكل من كان معهم كعرض للولاء، فضلاً عن وقوع الحروب أو الكوارث الطبيعية والأوبئة الواسعة الانتشار. وجدت الدراسات الأثرية مثل هذه القبور التي تشير إلى النزاعات والأزمات الماضية.

٢. العصور الوسطى: أدى انتشار المرض، وخاصة الموت الأسود في القرن الرابع عشر، إلى مئات المقابر الجماعية. أدى الانتشار السريع للمرض وعدد الضحايا الكبير إلى توفير فرصة للدفن الجماعي.

٣. الحروب العالمية: شهدت الحربان العالميتان في القرن العشرين مستويات غير مسبوقة من العنف أدت إلى آلاف المقابر الجماعية. كانت هذه التغييرات غالبًا نتيجة للمذابح الجماعية أو معسكرات الاعتقال الجماعي والمعسكرات العسكرية، مثل الإبادة الجماعية للأرمن في الحرب العالمية الأولى والهولوكوست لليهود في الحرب العالمية الثانية كأمثلة بارزة.

٤. المجازر الجماعية: من بداية إلى نهاية القرن العشرين، شهد القرن العشرون العديد من جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي استهدفت المجموعات الوطنية أو العرقية والدينية. يمكن الإشارة إلى الإبادة الجماعية للأرمن، الهولوكوست لليهود، رواندا، الأكراد في كردستان العراق، بوسنة والهرسك كأمثلة حيث ذُكِر المقابر الجماعية لهذه الجرائم كأدلة قوية ومريرة على الجرائم المرتكبة.

٥. الحروب الأهلية والديكتاتوريات: في القرن العشرين، تم العثور على المقابر الجماعية في المناطق التي تأثرت بالمقاومة ضد انتهاكات حقوق الإنسان والنزاعات أو الاضطرابات الداخلية، حيث أُبِيد المدنيون، بما في ذلك النساء والأطفال، مثل الحروب الأهلية الإسبانية، البلقان، وخاصة في بوسنة والهرسك عبر جميع أجزاء كردستان.


المقابر الجماعية ليست مجرد مواقع دفن. إنها رموز للذاكرة الجماعية، وغالبًا ما تصبح نقاطًا محورية للتذكير والتأمل. بينما تعرض أحلك لحظات البشرية، فإنها تؤكد أهمية فهم الماضي لمنع تكرار تلك الجرائم السابقة.

المقابر الجماعية في العراق:

أدى كشف الإبادة الجماعية من خلال اكتشاف مئات المقابر الجماعية بعد تحرير العراق وسقوط استبدادية البعث إلى وصف العراق بـ “أم المقابر الجماعية” في عدة مجلات وصحف محلية ودولية. تم اكتشاف أول مقبرة جماعية في 4 أبريل 2003. بحلول 26 يونيو 2003، وصل عدد المقابر الجماعية إلى 40. بحلول 24 يوليو 2003، ارتفع العدد إلى 176 مقبرة جماعية. حاليًا، يوجد 301 مقبرة جماعية في 100 موقع في محافظات العراق، مع تركز 80% منها في المناطق الوسطى والجنوبية.
بعد انتفاضة الأكراد عام 1991، اُكْتُشِفَت عشرات المقابر الجماعية، بما في ذلك ضحايا الهجمات الكيماوية في شيخ وسان وباليسان، الموجودة في مقبرة مصنع أسفلت أربيل. حتى بعد 20 عامًا من سقوط نظام البعث، لا يزال البحث عن المقابر الجماعية في العراق مستمرًا، حيث يحتوي على مواطنين أكراد وعراقيين أبرياء سعى النظام البعثي الوحشي إلى إبادتهم. اكتشفت قوات التحالف مقبرة جماعية تعود إلى 4 أبريل 2003، قبل خمسة أيام من سقوط النظام في مدينة المدائن، جنوب شرق بغداد، وفقًا لأرشيف وزارة حقوق الإنسان العراقية.
قتل صدام حسين وزملاؤه، المعروفون باستبداديي القرن، الأبرياء وأخفوهم ودفنوهم في مقابر جماعية في كردستان والجنوب.
انتظرت الآلاف من الأمهات الثكلى أبناءهن، ولا يزلن يبحثن عن أقاربهن. لطالما تساءلت كيف يمكن للناس أن يعيشوا ويناموا بسلام في أرض تحتها مئات المقابر الجماعية للأبرياء. ظل المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، صامتًا حيال هذه المقابر الجماعية في العراق، وتجاهل الاعتراف بها كإبادة جماعية عالمية.

تعريف المقبرة الجماعية:

بناءً على التعريف العام والدولي وقانون المقابر الجماعية العراقي رقم 5 لعام 2006، يعتبر أي قبر يحتوي على أكثر من جثة مقبرة جماعية. لا يمكن التعرف على العديد منها دون اختبار الحمض النووي.

ضحايا المقابر الجماعية:


وفقًا لتقرير قسم حقوق الإنسان (CPA)، سلطة الائتلاف المؤقتة، جميع ضحايا المقابر الجماعية خلال حكم نظام البعث، العديد من الأكراد والعرب والمجتمعات الدينية والأعراق العراقية الأخرى تعرضوا للمذابح والإبادة الجماعية. مصيرهم المدفون في المقابر الجماعية كان غير إنساني ووحشي، مخالفًا لمبادئ حقوق الإنسان واتفاقية منع الإبادة الجماعية وبروتوكول جنيف. تصنف الضحايا على النحو الآتي:

١. ضحايا الإبادة الجماعية للأكراد الفيليين (فهلي) – 1980
٢. ضحايا الإبادة الجماعية للبارزانيين – 1983
٣. ضحايا القصف الكيماوي لكردستان – 1987-1988
٤. ضحايا الهجوم الكيماوي على حلبجة – 1988
٥. ضحايا الإبادة الجماعية الأنفال – 1988
٦. ضحايا انتفاضة الشعب الكردي وانتفاضة الشعبانية الشيعية -1991.
٧. السجناء السياسيون والمعتقلون. 1968-2003
٨. أسرى الحرب بين العراق وإيران – 1980-1988
٩. أسرى احتلال الكويت 1990-1991
١٠. الأقليات الدينية والعرقية
١١. المصريون المفقودون.


“معظم المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لم تذكر بوضوح الحالات الشاملة لانتهاكات حقوق الإنسان في تقاريرها السنوية قبل سقوط نظام البعث في العراق، وعزت عدد الاختفاءات في العراق إلى أسباب أخرى مثل الحرب الإيرانية العراقية. ومع ذلك، بعد سقوط النظام، تلك المنظمات والمؤسسات، بعد اكتشاف المقابر الجماعية، زادت هذه الأرقام عشرات المرات. على سبيل المثال، وفقًا لتقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم الإبلاغ عن فقدان 1.3 مليون شخص في العراق من عام 1979 حتى سقوط النظام، والعديد منهم موجودون في المقابر الجماعية.”

الإضافة إلى الوثائق الموجودة عن الإبادة الجماعية، كانت المقابر الجماعية دليلًا قويًا، والشهود الذين لم يجرؤوا على كشف الحقيقة حتى سقوط نظام البعث كانوا سببين قويين لمحاكمة الجناة.

Leave feedback about this

  • Rating

PROS

+
Add Field

CONS

+
Add Field
Choose Image
Choose Video