قصف حلبجة، المذبحة، الدمار والتهجير – 1974
بعد أربع سنوات من بيان 11 مارس 1970 الذي أدى إلى اتفاق بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، أمضت الحكومة البعثية الأربع سنوات التالية في محاولة لتقويض وتجاهل مطالب الأكراد. أدى ذلك إلى احتجاجات الأكراد من خلال اجتماعات ومظاهرات ونشر مقالات. قام البعثيون الفاشيون، الذين وضعوا القتل والترهيب كأولوية، بالاستعانة بكل الوسائل الممكنة لقمع الشعب الكردي. قاموا بإلقاء قنابل النابالم على قلعة دزة في 24 أبريل 1974. بعد يومين فقط، في 26 أبريل، هاجموا حلبجة التي كانت تظاهر في احتجاج ضد القصف على قلعة دزة.
كانت حلبجة منذ فترة طويلة مركزًا للأدب والمثقفين، وكانت مدينة بارزة في الخطاب السياسي والثقافي والثوري. كان يُعتبر هذا المدينة مركزًا اجتماعيًا وسياسيًا، ولهذا السبب، لم تخضع حلبجة بسهولة تحت سلطة أي نظام.
في 26 أبريل 1974، قصفت الحكومة البعثية حلبجة ودمرت المدينة. أسفر الهجوم عن مقتل 58 مدنيًا وإصابة أكثر من 100 شخص. وتم تدمير معظم المنازل والأماكن العامة والمدارس. أصبح معظم سكان حلبجة نازحين، انتقل بعضهم إلى القرى المحيطة، في حين لجأ البعض الآخر إلى مخيمات انزل وباوه وسرياس في إيران. تركت هذه الكارثة جرحًا عميقًا في ذاكرة الأكراد ومدينة حلبجة. في عام 1974، خلال أيام قليلة، استهدف نظام البعث قصف قلعة دزة وحلبجة بغرض تقويض الهوية الوطنية الكردية، ودمر كلتا المدينتين.
Leave feedback about this