إبادة جماعية

الابادة الجماعیة البارزانيين- 1983

اعتقال وقتل واختفاء البارزانيين

على مدار تاريخها، ارتكبت الحكومة العراقية جرائم مختلفة بحق الشعب الكردي، وخلال 35 عامًا من الحكم، لم تتردد أبدًا في ارتكاب جرائم مختلفة ضد المجتمعات العراقية مثل الأكراد واليزيديين والمسيحيين واليهود والشيعة. إحدى الجرائم كانت الإبادة الجماعية لعائلة البرزاني.

 في عام 1975، بالتنسيق بين العراق وإيران، وبالتعاون مع الرئيس الجزائري، وبالتعاون السري بين روسيا والولايات المتحدة، تم توقيع عقد يسمى المعاهدة الجزائرية. تسبب في فشل ثورة سبتمبر الكردية.

وأدت نتيجة الاتفاق إلى تهجير وهجرة قسرية لآلاف الأشخاص إلى دول الجوار، وقصف نظام البعث القرى والمدن، ودمرها وأمر بقتل وإعدام مئات الأشخاص. في الوقت نفسه، بدأ عملية ترحيل قسري واسعة لجميع من بقوا في كردستان، وخاصة البارزانيين، إلى جنوب العراق.

كانوا تحت رقابة صارمة من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وعاشوا في ظروف قاسية في الصحراء العراقية مات خلالها مئات الأشخاص. 

في عام 1980، بينما كان نظام البعث ينفذ عمليات الترحيل القسري والإبادة الجماعية للأكراد فيلي، قام في الوقت ذاته بنقل البارزانيين من الجنوب إلى محافظة أربيل، حيث سعى للحصول على ذريعة لإبادتهم.

في عام 1983، تعرض نظام البعث لهزيمة كبيرة في معركة حاج عمران-كردمند، التي دارت خلال الحرب العراقية الإيرانية، ضد البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني.

هذه الهزيمة الكبيرة لصدام حسين ونظام البعث اعتبرها البارزانيون، وأصبحت ذريعة جيدة لتوجيه ضربة قاتلة لعشيرة البرزاني. وفي سلسلة من المداهمات التي شهدتها بغداد ومحافظة أربيل أواخر تموز / يوليو وأوائل آب / أغسطس 1983، بدأت بحسب الوثائق “اعتقال وقتل واختفاء لبارزانيين” على نطاق واسع، وبحسب الوثائق الرسمية، في أواخر تموز وأوائل آب 1983، وبناء على طلب مدير الأمن العام الدكتور فاضل البراك، كانت قوة كبيرة وسرية مؤلفة من ضباط وموظفي مكتب أمن، وليوا عبدالمحسن خليل وليوا خيري داود جل میران.

 وبحسب الخطة، كان من المفترض أن تنتشر هذه القوات في المناطق القريبة من مخيم البرزاني، وفي الوقت نفسه تم تطويق المعسكرات سرا من قبل قوات الحرس الجمهوري، ثم قاموا باعتقال البارزانيين على ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى 31/7/1983 اعتقال البارزانيين مقيم في قوشتبة في معسكرين للسخرة القدس والقادسية حول محافظة أربيل.

المرحلة الثانية 1362/10/8 القبض على البارزانيين في منطقة حرير التابعة لناحية شقلاوة وديانة رواندز و البحركة بمحافظة أربيل وقرى ميركەسور التابعة لناحية زيبار.

المرحلة الثالثة: في 1 أكتوبر 1983 فتشوا المخيمات من منزل إلى منزل، واعتقلوا من بقوا فيها.

وثائق الإبادة الجماعية بارزانيون

 هناك العديد من الوثائق حول الإبادة الجماعية البارزاني. وما يثبت هذه الوقائع هو الکتاب الرسمي رقم 84 الصادر عن مديرية الأمن العامة بتاريخ 9/3/1989، والذي أرسل إلى سكرتير رئاسة الجمهورية “بناء على طلب سيادتكم. فيما يلي المعلومات المتوفرة لدنيا حول ناحية حرير بمحافظة أربيل.

في تموز 1983 وخلال هجوم العدو الإيراني الصهيوني على قاطع حاج عمران وثبوت مشاركة زمرة سليلي الخيانة المعروفة بغالبية عناصرها من البارزانيين، صدر إيعاز من السيد مدير الأمن العام الأسبق «الدكتور فاضل البراك» إلى مديرية أمن منطقة الحكم الذاتي بتشكيل قوة كبيرة من منتسبي مقر ومديريات أمن منطقة الحكم الذاتي وأحيطه مهمتها بالسرية العامة لتكون جاهزة فجر اليوم التالي، حيث باشرت بتاريخ 1983/8/1 مع قوة عسكرية من الحرس الجمهوري بتطويق مجمعات» القدس، القادسية، قوشتبة ” المخصصة لسكن العوائل البارزانيه، وبوشر بالقبض على البارزانيين جميعهم من الذكور عدا من يقل عمره عن (١٥) سنة، وأقلتهم سيارات كبيرة كانت مهيأة من بغداد بصحبة القوة العسكرية.

تنص هذه الوثيقة على ما يلي “في مجتمع حرير، تم اعتقال 403 أشخاص من عشيرة البرزاني، بمن فيهم شيرواني ومزوري، لعلاقتهم بقوات البشمركة”. وقد حُكم عليهم بالإعدام بسبب تهمهم.

 وبالطريقة نفسها، في قريتي ديانا وبركة وميرکسور، تم توقيف عائلة البرزاني وإرسالهم إلى سجن أبو غريب وتسليمهم إلى قوة مؤلفة من إدارة الأمن العام وإدارة أمن بغداد.

تم ارتكاب 16 جريمة مختلفة بحق 667 شخصًا أحيلوا إلى محكمة الثورة، حيث حُكم عليهم بالإعدام.

تم إرسال 2225 شخصًا آخر لم يتسن تفسيرهم إلى بوصیة في أوائل أغسطس بعد اعتقالهم ونقلهم إلى مقاطعة مثنى.

 تؤكد هذه الوثيقة أنه تم إعدامهم، وأنه لا ينبغي إعطاء أي معلومات عنهم لعائلاتهم.

كما ورد في وثيقة أخرى أنه في 24/8/1987 أمرت أمانة رئيس الجمهورية في خطاب رقم 2651 / ك/ بأن يقوم طرف ثالث بالاتصال بكافة المؤسسات والسلطات ذات الصلة بالقضية الكردية والاستفسار عن مصير البارزانيين.

لذلك فإن الإجابة عن أي سؤال حول هذا الموضوع يجب أن تكون “وحدها الرئاسة تعرف عن هذه المشكلة؛ لأنها مشكلة سياسية وأكبر بكثير من مشكلة هذه العائلات”.

بعد اعتقال وقتل واختفاء البارزانيين، قال صدام حسين في لقاء مع أهالي أربيل “من يخون البلد لن يكون له معنا وسنقوم بتدميرهم”. وقال أيضا إننا أرسلنا من يعرفون باسم بارزاني إلى الجحيم.

 هذا نشر في “جريدة هاوكاري رقم 704 في 15/9/1987” وفي بثته القناة التليفزيونية صراحةً عن إبادة البارزانيين.

ويبدو أن نظام البعث يسعى للانتقام من هزيمته في معركتي حاج عمران وکردمند اللتين هزمتهما البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني. وردا على ذلك، ارتكبوا إبادة جماعية ضد المدنيين الذين يعيشون في المجتمعات التابعة لبرزاني في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

في الإبادة الجماعية البارزانيين عام 1983، 8000 رجل بارزاني، من بينهم 315 مراهقًا، في جميع المراحل.

تم اكتشاف مقابر جماعية البارزانيين في صحراء بوصیة في جنوب العراق، وأعيدت ثلاث دفعات من إلى كردستان

 512 جثة في 16 أكتوبر 2005، و 93 جثة في 6 مارس 2014 و 100 جثة في 30 يوليو.2023.

قضية الإبادة الجماعية البارزاني

تمت إحالة قضية الإبادة الجماعية البارزاني إلى المحكمة الجنائية العليا في العراق في عام 2010، وحُكم عليها بالإبادة الجماعية في عام 2011، لكنها لم تتم الموافقة عليها رسميًا من قبل مجلس النواب العراقي والحكومة المركزية.

أدى عدم الموافقة الحكومة العراقية والاعتراف بها إلى عدم دفع تعويضات لأقارب ضحايا إبادة بارزاني. هذه قضية مزعجة تحتاج إلى معالجة؛ لأن العائلات المتضررة تستحق الاعتراف والعدالة والدعم.

Leave feedback about this

  • Rating

PROS

+
Add Field

CONS

+
Add Field
Choose Image
Choose Video